وسط حالة من الجدل على «السوشيال ميديا»
بعد واقعة سارة حجازي.. خبراء يحذرون من التعاطف مع المُنتحر
في كل حادثة انتحار، تدور حالة كبيرة من الجدل على مواقع التواصل الاجتماعي، آخرها مع انتحار الناشطة النسوية سارة حجازي، ما بين تعاطف وهجوم، ولكن هل يجوز التعاطف مع المنتحر؟
وتسبّبت سارة حجازي، التي أقدمت على الانتحار أمس الأحد، في حالة واسعة من الجدل، لاسيما بعدما تعرضت للسجن عقب رفعها لعلم "الرينبو" وهو علم دعم الشواذ جنسيًا في إحدى الحفلات في مصر، وبالتحديد في حفل قدمته فرقة موسيقية تسمى مشروع ليلى عام 2016، وعقب خروجها من السجن، سافرت سارة إلى كندا.
مدى تأثير جدل "السوشيال ميديا"؟
وبعيدًا عن الانقسام الذي دار حول ميول "سارة حجازي"، فهناك انقسام من نوع آخر وهو حول التعاطف مع حالات الانتحار التي جددتها واقعة "سارة"، إذ يرى البعض أنّ هذا التعاطف قد يكون دافعًا ومحفزًا لآخرين على الإقبال على الانتحار، فماذا عن رأي الدين وعلماء النفس؟.
من جانبه قال الطبيب النفسي جمال فرويز، إنَّ حالة التعاطف مع المنتحر التي تظهر على مواقع التواصل الاجتماعي، يمكن أن تؤثر سلبًا على الأشخاص العصبيين، وقد يدفع أحدهم للانتحار إذا كان يفكر في هذا الأمر من قبل.
وأوضح فرويز لـ"مصر العربية" أنَّ الأشخاص العصابيين يتأثرون بسرعة بكل ما يرونه أو يقرأوه، فإذا قرأوا شيئًا عن غلاء الأسعار على سبيل المثال يتأثرون وينفعلون ويغضبون وقد يدخلون في مرحلة اكتئاب، وهكذا أي خبر سيئ يتأثرون به.
وتابع أنّ قرار الانتحار لا يأخذه إلا شخص دخل مرحلة شديدة من الاكتئاب ولا يجد مخرجا سوى الوفاة، أما الشخص الاندفاعي والمراهق فإذا قرر الانتحار يكون نتيجة التعرض لضغط نفسي شديد، وإذا فشل فلا يكرره مرة أخرى لأنه مجرد قرار لحظي.
وأشار الطبيب النفسي إلى أن "السوشيال ميديا" تتعامل مع مثل هذه الأمور بصورة اندفاعية لحظية وعدم منهجية، وكثير منهم يكتب رأيه لمجرد إظهار الرأي ويخالف الآخرون لإثبات وجوده، مرجعا كثرة الجدل إلى حالة الفراغ التي يعاني منها البعض.
واستطرد أن هناك حالة تناقض وازدواجية في شخصيات كثير ممن ينشطون على مواقع التواصل الاجتماعي، فقد يكون أحدهم غير ملتزم دينيا وأخلاقيا في حين يظهر على "السوشيال ميديا" وكأنه متدين، وهو ما يعكس مدى الانحدار الذي حدث للشخصية المصري.
ورأى الطبيب النفسي أن مواقع التواصل الاجتماعي أعطى الفرصة والمساحة لمزيد من الأخلاقيات السيئة وانحدار الشخصية، مطالبا أهل "السوشيال ميديا" بانتقاء ما يكتبوه على تلك الصفحات لأنها قد تؤثر في الآخرين بشكل سيء.
وأردف "البعض يظهر بشكل التدين ويكتب الآيات القرآنية على فيس بوك باعتبار أنها غسيل لذنوبه، ومنهم من يحاول إرضاء الناس بهذه الصورة المتدينة".
واختتم حديثه قائلا:"إذا أقدم البعض على الانتحار لا نملك إلا أن نترحم عليه، ونأخذ من قصته العظة والعبرة، ونعلم أولادنا الخطأ، أن الشذوذ خطأ وكيف يتجنوه هذا الفعل، ونعلمهم القيم والأخلاقيات، دون جدال حول الجنة والنار لأن الله وحده هو من يملك مفاتيحهم".
ليس كفرًا.. وتحذير من التعاطف
ومن جانبها علقت دار الإفتاء المصرية على واقعة انتحار الناشطة النسوية سارة حجازي قائلة :"الانتحار كبيرة من الكبائر وجريمة في حق النفس والشرع، والمنتحر ليس بكافر، ولا ينبغي التقليل من ذنب هذا الجرم وكذلك عدم إيجاد مبررات وخلق حالة من التعاطف مع هذا الأمر".
وأوضحت دار الإفتاء، عبر صفحتها الرسمية على موقع فيس بوك، أنه ينبغي التعامل مع الانتحار على أنه مرض نفسي يمكن علاجه من خلال المتخصصين.